فؤاد حسين يواصل اتصالاته الدبلوماسية الواسعة لوقف التصعيد الإقليمي، ويحذّر من تداعيات إغلاق مضيق هرمز على أمن المنطقة والاقتصاد العالمي

يتواصل الحراك الدبلوماسي لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السيد فؤاد حسين في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث أجرى في الرابع عشر من حزيران 2025 سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة، شملت كلاً من وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، السيد يوهان واديفول.
ناقش السيد فؤاد حسين خلال هذه الاتصالات مستجدات الأوضاع الإقليمية، ولا سيما في أعقاب الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يُمثله هذا العدوان من انتهاك خطير للقانون الدولي وخرق لسيادة دول الجوار، وفي مقدمتها العراق.
وشدّد السيد الوزير على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصريحاً ضد هذه الانتهاكات، مؤكداً أن استمرار التصعيد العسكري لا يخدم الاستقرار الإقليمي، بل يهدد بإشعال صراع واسع النطاق ستكون له تداعيات أمنية واقتصادية جسيمة. وأشار إلى أن استهداف إيران بهذا الشكل غير المشروع يُعد محاولة لتقويض المسار التفاوضي المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، والذي يتطلب دعماً دولياً جاداً لاستمراره، ليس فقط بين إيران والولايات المتحدة، بل مع الدول الأوروبية أيضاً.
وفي اتصاله مع الوزير الألماني، حذّر السيد فؤاد حسين من احتمالية إغلاق مضيق هرمز في حال استمرار العمليات العسكرية، ما قد يؤدي إلى فقدان السوق العالمية نحو خمسة ملايين برميل يومياً من النفط الخليجي والعراقي، ويترتب عليه ارتفاع حاد في أسعار النفط قد يصل إلى 200 أو 300 دولار للبرميل، الأمر الذي من شأنه أن يُفاقم أزمة التضخم العالمية ويؤثر سلباً في اقتصادات الدول المنتجة والمستوردة، وعلى رأسها العراق.
كما أكد السيد الوزير، خلال اتصاله بنظيريه السعودي والإماراتي، أن التصعيد لا يُهدد أمن إيران فحسب، بل يُعرّض المنطقة بأسرها لخطر الانزلاق في دائرة جديدة من الصراعات. ودعا إلى تضافر الجهود وتعزيز التنسيق الإقليمي والدولي لمنع تفاقم الأزمة، والعودة إلى المسارات السياسية والدبلوماسية.
واتفق الجانبان العراقي والإماراتي، وكذلك العراقي والسعودي، على أهمية استمرار التشاور والتفاهم المشترك، وتكثيف التنسيق الدبلوماسي بما يُسهم في تهدئة الأوضاع واحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
وفي السياق ذاته، وجّه السيد فؤاد حسين الوفد العراقي المشارك في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، التي عُقدت برئاسة جمهورية غويانا لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي على إيران، بتأكيد إدانة العراق الشديدة لهذا العدوان، وللخرق السافر لأجوائه الوطنية، باعتباره انتهاكاً صريحاً لسيادة العراق ومخالفة جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما حذر من أن هذه الممارسات تُشكل تهديداً مباشراً لأمن العراق واستقرار المنطقة، مشدداً على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته ويتخذ التدابير اللازمة لضمان احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه.